آه يازمن
رأيت ابنا يختصم مع ابيه , ورأيت أخا يختصم مع أخية , وصديفا مع صديق .
وتحند الخصومة بينهما على أمر ,لايزيدهما النقاش فيه الا بعدا ,وينتهي الامر بالافتراق او ما يشبه الافتراق , فاذا احدهما , ويغلب ان يكون الاصغر سنا , يحسم النزاع ويصرخ قائلا ..
أنا حر أفعل ما أشاء .. الانسان صاحب فهم , وصاحب نباهة وفطنة , ومع هذا فما اكثر ما تستبد به معاني الحرية , فتجعله يغفل عن قيود كثيرة , قيدته بها الحياة , تكاد تكون في كثرة ما تقيدت به الابقار /. الجـاذبية
أول القيود التي تمنع الحرية
واول هذه القيود ,قيد قيدته به حياته على الارض . انها الجاذبية الارضية , اول القيود التي تمنع الحرية .
ان الجاذبية شيء فرض علية فوق مشيئته . وهي ضرورة كان لابد منها للحياة اصلا وفرعا .
كان لابد ان يرتبط الانسان بتربة هذه الارض لان منها غذاءه . وكان لابد له ان يحيا في هذا النطاق الضيق من الهواء .
قيد الجاذبية فرض على الانسان , وكان لابد ان يفرض ليكون الانسان في مأمن من هلاك .
ومع هذا ضاق به الانسان . ضاق بالضروره الاولى التي لولاها ما كانت له كينونة . وراح يطلب الحرية .يقلد الطير في طيرانه في الهواء . ويطمع في المزيد من الحرية فيغزو الفضاء حيث لا ماء ولا هواء . ويحمل معه الماء , ويحمل الهواء , ويفرغان فتقضى عليه الضروره بالعودة الى الكوكب الام , ويعود راضيا , لانه يحس بانه نال شيئا من الحرية ولو بضع ساعات , ولو اياما .
وهو بأذن الله يطير , وهو بأذن الله يغزو الفضاء . وهو بأذن الله يكسر ما قيده الله به من قيد .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire