حب الحياة التي لا ننالها
لا تعرف لماذا صاحبتها تلك الاغنية بالذات و هما يتضاجعا ، كانت تشعر لاول مرة فى حياتها انها ترقص بخفة، تصنع شيئا ساحرا ، اشكالا تلمع فى عينيها تزخر بالالوان السماوية ، سحرا ربانيا يطارد روحها و يملأ هواء الغرفة ، كانت اذانها لا تستطيع ان تتجاوز تلك الموسيقى التى تتهادى فى رأسها على مهل ، تتصاعد الجمل الموسيقية ، تشتبك ، تتفارق ، تتلامس لتتجاوز حدود المألوف بل و المعقول ايضا، لتخط فى روحها حفلا راقصا يضج بالصخب المجنون و السعادة الساحرة .
كانت كلما تتناهى الاغنية الى سمعها و تلح ، تضمه بحنو ، و تملس على ظهره ، لتشعر بعدها به و هو يخترقها قالبا كيانها رأسا على عقب ، مفتتا بمنتهى البراعة كل سنوات افتقاد تلك الرقصة التى ترقصها الآن مع رجلا واحدا يلخص فى ضمته كل التفاصيل الرائعة التى قد نهلت من نبعها من كل سابقيه .
كان يقبلها بنهم مختصرا كل ما يود قوله فى قبلة . انفاسها تتصاعد مع نغمات الموسيقى ، تشعر بدفئه ، انبهرت كثيرا بكل هذا الكم من الصفاء النورانى الذى خيم على روحها ، و كأن روحها تتخلص من اعباء ازماتها السابقة لتلقيها خلفها بغير ندم . ترى هل السر يكمن فى الفرنسية التى تحمل ايقاعا شهوانى ، ام انه هو الذى يحمل شيئا خفيا ساحر الوجود .
كانت مرتهم الثانية ، ايمانها العميق ان المرة الثانية هى الامتع جعلها تهفو الى المرة الثالثة و هى الابرع ، توقن ان خبرة الجسد المشتركة تضفى متعا مضاعفة ، لم تشغل بالها بكونهم حين التقيا للمرة الاولى اخبرها انه لا يريد منها شيئا حتى انتهى بهم الامر اخر اللقاء و هما يتضامان فى نشوة لانهائية .
اخبرها للمرة الثانية انه لا يريد منها شيئا ، ولكنها القت نفسها بين ذراعيه كطفلة تتلمس الامان و تغوى الرعاية .
اصر ان يطفئ انوار الغرفة تماما، كم تمنت ان يصاحبهم ضوءا اصفر خفيف حتى تلمح ارتعاشات جسديهما المشتركة ، ياليتها تلمست ضوءا واهنا ينبعث من تلك النافذة -التى قبعت بلا اى فائدة سوى ان تدفع جسديهما الى الالتصاق و التلامس الحانى مرة تلو الاخرى من لفحات هوائها البارد – ضوءا يمكنها من ان تتبع اناتهم الشغوفة لتثير بداخلها كل ذلك الشوق الجنونى ، لقد شعرت بذك الشوق يتسلل الى روحها بهدوء لكنها كانت تود ان ترى بعينها لتتأكد ان ذلك يحدث فعلا .
اخذت تخترع الاسباب لتضئ الغرفة حتى تلهو حوله بسعادة طفولية ، كان يسيطر على ذهنها انه محض خيال. حينما استلقت ليضمها صدره ، اخبرها برغبته فى ان يغفو قليلا ، كان كل ذلك الامان و تلك الراحة الغامرة يحفزانها على النوم ، ناما بعمق و حينما استيقظت رأته امامها، لا تعرف لماذا ساورها الشك من جديد ان كل ذلك مجرد حلم كبير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire